الخميس، 20 ديسمبر 2012

قيمة المرأة والذهب
رام الله – بلال زيد- امير شاهين - ظاهرة تفشت في مجتمعنا وتحتاج الى مناقشة الاسباب التي جعلت هذه الظاهرة تزداد عام بعد عام في ظل ارتفاع اسعار الذهب , لا شك ان المهر له حكمة الهية وهي تعبير خاص عن مكانة الحياة الزوجية ورفعة شأن الفتاة وايماء برغبة الشاب في الزواج من منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير الصداق ايسره " ولكن ما نلاحظه ان مهر الفتاة اصبح عبئ على الشاب في مشوار الزاوج .
هل مهر الفتاة دليل على قيمتها او على قيمة غلاوتها عند اهلها او لمن يتزوجها ؟ او انها مجرد تقاليد لا معنى لها وجدت في زمن يطغى عليه المظاهر والمفاخرة بين الناس ؟ 
 

ارتفاع المهر والمعيشة يهدم الاحلام
نجوى احمد من قرية بيتلوا قضاء رام الله تبلغ من العمر ثلاثين عاما ً, تقول " لحد  الان لم اتمكن من تحقيق حلمي في العيش مع الرجل الذي ارغب به من سنين طويلة انا وغيري من البنات الي صار عمرهن كبير بالمعنى ( عنسن) لانوا الذهب صار غالي , وظروف العيشة صارت صعبة والناس ما بتقدر تشتغل متل زمان واجيب مصاري مش عارفة شو بدها تشتري بالزبط ... وكمان احنا اهلنا بشوفوا في ناس بتطلب مهر غالي بصيروا بدهم مهر غالي لمن حدا ييجي يخطبنا وبعدين الى بدوا يخطب ببطل مع انوا البنت حلوة ... فأنا بالاخر بعتقد انو المهر مش قيمة للبنت هو اشي بوقف في وجه البنت لما بها تتزوج مشان هيك لازم الى الهم دور في البلد يحددوا المهر مشان الشب يقدر يتزوج والبنت ما تعنس " 
" زيو زي الناس " 
رمضان حسني يبلغ من العمر 26 عاما ً خاطب من فتاة معلمة مدرسة يقول : " لا يعتبر هذا صحيح , وان اخلاق الفتاة وادبها وعلمها هو قيمتها واخر شي يتم النظر فيه هو المهر , وارتفاع المهر يأخر سن الزواج لدى الفتاة والشاب ويريفع من نسبة النعوسة , فمن يريد ان يستر انبته لا يطلب المهر العالي الذي بتهرب منه الكثير من الشباب , وبعدين الناس الى بتطلب مهر عالي هي ناس بتكون بدها تتفاخر وتورجي انو بنتها احسن وغير عن بنت الناس " 
سامية طويل , تبلغ من العمر 23 عاما ً من القدس , وهي خريجة جامعة ومخطوبة منذ 5 اشهر قالت : " قيمت البنت في اخلاقها ودينها وتربيتها , وفي بالمجتمع اشي اسمو عادات وتقاليد بين الناس ومش شرط انو اللي مهرها اكثر هي احسن بالعكس لازم الناس يراعوا زروف بعض ويقدروا المهر ويحددوه يحجم معقول وبقدر يتحملوا العريس واهلوا , وما دام البنت والشب متفاهمين ومحافزين على بعض وبحبو بعض وبخافو على بعض اخر شي بفكرو فيه هو المهر" 

قال ابو سالم يبلغ من العمر 56 عاما ً اب لسبع بنات وزوج اربع بنات منهم : " لا يرى ان هذا صحيح بدليل انه زوج اربع بنات , ولم ينظر الى المهر المرتفع رغم انه بناته متعلمات ويحملن شهادات الجامعة عكس بعض الناس التي تنظر الى هذه النظرة ويطلب المهر المرتفع لانه صرف على ابنته في تعليمها , ويرى ان هنالك فئة قليلة من الناس تنظر الى هذا لان ابنته متعلمة والبعض الاخر يقيس ابنته بالاخريات , ومنهم ينظر الى انه رصيد احتياطي للفتاة في المستقبل نتيجة الطلاق او وفاة الزوج , وفي المهر المأجل يكون مرتفع من اجل الحفاظ على الرباط والعلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة .



ما في بنت بتفرق عن بنت 
م . ع  تبلغ من العمر 48 عاما ً وهي ربة بيت وزوجت فتاتان ولها ابن خاطب تقول : " ليس هناك أي فتاة تقدر بالمهر المرتفع ولا بكل الاموال والبنت غالية على اهلها  , لان هذا يقودنا الى معنى لا يقوله احد وهو انه يوجد فتاة ثمها غالي وفتاة ثنمها رخيص , فكل البنات متساويات في القيمة وكل الناس خير بركة وما في بنت بتفرق عن بنت , وفي النهاية هو حفاظ على حق الفتاة , واضافت انها كما تحب لابنتها تحب لابنت الناس فهي عندما تقدم شاب لخطبة ابنتها طلبوا ثلاثة الاف دينار وعندما خطبت لابنها وضعت مهر كنتها خمسة الاف دينار . 
البنت لا تقدر بثمن 
تقول ام رائد من القدس عمرها 53 عاما ً ربة بيت وزوجت ثلاثة بنات وشاب : " لا تقدر قيمة البنت بثمن , في العادات والتقاليد في مهر بين الناس على قد مقدرتهم وقدرة العريس ويكون تقديرا وكرما من اهل العريس للمرأة وزي ما قال الرسول اللى مهرها اقل بتزيد بركتها .
" الفتاة ليست سلعة " 
تحدث ابو عساف وهو من كبار الجاهة الاجتماعية في مخيم دير عمار الذين يتقدمون في خطبة الفتيات  : " البنت مش سلعة بنشتريها وبنبيعها مرة بترخص ومرى بتغلى احنا مش لازم نطلب مهر اكثر من قدرة الشب هو اليوم ما في حدا بقدر يجيب مهر اكثر من ثلاثة الاف دينار ويا دوب يقدر يأمنهن , وقيمة البنت ما بتتقدر بشي مادي البنت بتتقدر بأخلاقها , هذا كله جهل واحنا مش افهم من الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال " اقلهن مهرا ً اكثرهن بركة "

" شجار وخصام " 
رجا الحواري صاحب محل ذهب في رام الله يقول : " قيمت الفتاة ليست بالمهر , لكن المهر يعطي الفتاة قيمة جمالية عندما تلبسه , لكن في الوقت الذي اصبح فيه سعر الذهب مرتفعا ً اصبح من الصعب على المهر الذي كان متعارف عليه قبل الارتفاع وهو من ألفين الى ثلاثة الاف دينار هذا المقدار كان يعطي قيمة جمالية , لكن في الوقت الذي اصبح فيه سعر واحد غرام من الذهب 26 دينار وسعر ليرة الذهب 310 دنانير , لا يستطيع الشاب شراء ما يعطي للفتاة هذه القيمة من العقد والاساور والخواتم , فهذا هو ما دفع البعض الى طلب المهر المرتفع وليس قيمة الفتاة , والمهر المنخفض يؤدي في كثير من الاحيان الى مشاجرات بين النسب في محلات الذهب وذلك لا قيمة المهر لا تعطي القيمة الجمالية للفتاة التي قد تنظر الى احد الفتيات التي تزوجت وكانت متوجة بعقد واساور وكثير من اصناف الذهب , ولقد حصل عندي في داخل المحل الكثير من المشاجرات واحيانا ً كانت تؤدي الى الطلاق . 

يقول ابو همام مأذون شرعي يبلغ من العمر 45 عاما ً : " قطعا لا ؟ ولان الزواج ليس بتجارة ولا عقارات تثمن انما هو قائم على المودة والرحمة والتعاطف بين الزوجين , واذا قلنا ان مقدار المهر هو قمية الفتاة فهذا احتقاراً لها وان بلغ ما بلغ , ولذلك يجب على الاهل تخفيض ومراعاة الشاب المقبل على الزواج حتى تتألف الحرمة والألفة بين البعض .

تحدث شادي عياد وهو مدير عام ديوان قاضي القضاة يبلغ من العمر 34 عاما ً : " لا , على الاطلاق هذا كله منافي لمقاصد الشريعة الاسلامية لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال " اقلكن مهرا ً اكثركن بركة " وهنالك الكثير من الأثار التي تحث على تخفيض المهر وان المرأه شريك في الحياة الزوجية وهي نصف المجتمع ولا تقدر بثمن . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق